قصة قصيرة للأطفال "الأستاذة غزالة والنمر المتنمر"

تفاصيل العمل

الأستاذة غزالة والنمر المتنمر

في أحد الأماكن البعيدة، وتحديدا الغابة الجميلة، هناك عاشت العديد من الحيوانات، مثل البشر تماما، لا تستغربوا يا أحبائي، ففي غابة الريحان، ساد الود والوئام، وعاشت الحيوانات في أمان وسعادة..

وفي غابة الريحان كانت مدرسة الريحان للصغار، يدرس في الحيوانات الصغيرة، وكانت المعلمة سناء غزالة جميلة تشرف على كل المجتهدين، في القسم لدى المعلمة العديد من الأطفال الرائعين، النمر الصغير، العجل الحنون، الأفعى اللطيفة، الكلب الوديع، القطة المشاكسة، والكتكوت الخجول..

كانت المعلمة غزالة دائما ما تعلمهم أمورا جديدة، وأخلاق حميدة التي من الممكن أن تجعلهم أبطال الغد، ومشعل المستقبل..

وفي أحد الأيام، وحين خرج الجميع من المدرسة، طلب النمر الصغير من الكتكوت الخجول أن يعطيه أدواته، لكن الكتكوت الخجول أخبره أن والدته الدجاجة عملت طوال الشهر في الحقل لتشتري له الأدوات، والحال أن النمر نفسه لديه أدوات جميلة..

غضب النمر الصغير وضرب صديقه الكتكوت، وأخبره أنه ضعيف، خاف الكتكوت الخجول وبكى كثيرا، حاولت الحيوانات أن تتدخل، لكن النمر أخافهم كثيرا..

وهكذا كل يوم ظل النمر الصغير يضرب صديقه...

إلى أن غضب العجل الحنون، ذهب للمعلمة غزالة وأخبرها بكل شيء، غضبت الغزالة جدا من تصرف النمر الصغير، فهي حاولت تعليم الأطفال الأخلاق الحميدة، ونهتهم عن الأفعال السيئة، خاصة التنمر، فهو يدمر الصداقة، ويخلق الكره بين الناس..

بكى العجل الحنون:

-لقد أخبرته أن المعلمة غزالة تراه، فقام بتهديدينا، وقال أنه سيقول لأمه النمرة الضخمة أن تأكلنا جميعا

ربتت الغزالة على كتف العجل الحنون:

-لا، النمرة الضخمة أم طيبة، لن تفعل، بل ستعاقب النمر الصغير لو سمعته سيؤذي أصدقائه

فكرت الغزالة سناء بشكل عميق:

لدي فكرة رائعة، أيها العجل الحنون، اذهب ونادي على، الأفعى اللطيفة، الكلب الوديع، القطة المشاكسة، والكتكوت الخجول..

قفز العجل الحنون وقال لها باحترام:

-بالتأكيد يا معلمتي

ما عن جاء الأطفال، حتى سألت المعلمة سناء الكتكوت الصغير عن سبب إخفائه لتنمر النمر، فأخبرها أنه خائف، لذا قالت له بوضوح:

-اسمعوني جيدا، أي طفل كان يعاني من أي مشكل، أو إيذاء من الآخرين، عليه أن يخبر الكبار، مدير المدرسة، المعلمة، الآباء، سيساعدونك للخروج من المحنة، ويمكن أن يجدوا حلا

فهم الأطفال الصغار كل ما قالته المعلمة، فأخبرتهم بهمس:

-سنقوم بدرس صغير للنمر كي لا يعيد الكرة مرة أخرى

تحمس الأطفال، حذرتهم المعلمة:

-هذا درس صغير، وسأخذ الإذن من الأم النمرة، لا يجب أن تفعلوا هذا بينكم، لأننا لا نؤذي الآخرين، لكن للنمر الصغير درس غير مؤذي، وستساعدونني جميعا..

هز الجميع رأسه بفهم، ذهبت الغزالة للأم النمرة وأخبرتها كل شيء، وبالتالي صدمت الأم النمرة كثيرا، ورغبت بمعاقبة طفلها، لكن أخبرتها الغزالة خطة ستجعل النمر الصغير يتعلم..

وهكذا..

في الصباح الباكر، استيقظ النمر الصغير، وذهب للمدرسة، لكن المفاجأة أنها لم يجد أحد، شعر بالغرابة، وخرج ليبحث عن أصدقائه دون جدوى..

بدأ الخوف يتسرب له..

فجأة، علقت رجله في شبكة كبيرة، وقيدت رجليه بشكل لم يستطع معه الحركة، حاول المقاومة، لكن لم يستطع، كان من الضروري أن يساعده أحد، اختبأ كل أصدقائه خلف الشجيرات، صرخ النمر الصغير:

-ساعدوني، ساعدوني رجاء

لكن لم يهب أحد لمساعدته، ظل طويلا هناك، فبكى وحيدا..

خرجت الأفعى من الشجيرات، فصرخ النمر:

-صديقتي الأفعى الجميلة، ساعديني

-حححححح، كلا كلا، لن أفعل، ألم تخبرني أني غير جميلة

بكى النمر..

مر الكلب الوديع، صرخ النمر:

-صديقي الكلب الوفي، ساعدني

-هاو، هاو، كلا، كلا، لن أفعل، ألم تقل أني صديق غير صدوق

بكى النمر..

مرت القطة المشاكسة، صرخ النمر:

-صديقتي القطة الرائعة، ساعديني

-مياو، مياو، كلا، كلا، لن أفعل، ألم تضربني تلك المرة؟

بكى النمر، وعرف أنه لن يساعده أحد، خرج الكتكوت، وقال له:

-لن نساعدك، أنت تضربنا دائما، وتؤذينا

بكى النمر:

-لا، انا أمزح معكم فقط

ضحكت القطة:

-المزاح ليس أن تؤدي أصدقائك، ويبكون بسببك

خرجت النمرة الأم:

- هل فعلا ما سمعت؟

خاف النمر:

-لكن لم أقصد أن يحزنوا

سألته النمرة الأم:

-إذن من سينقذك؟ لقد أذيت أصدقائك

جاءت الغزالة المعلمة وقالت بحكمة:

-يجب أن نعامل أصدقائنا بطيبة، ونساعدهم، لإنه يوما ما سيأتي، ويساعدوننا

ندم النمر، وشعر بالحزن:

-هل الجميع يكرهني؟

قالت له الأم بصرامة:

-لو استمررت على أفعالك السيئة، سيكرهونك

فكت الغزالة المعلمة سناء الشبكة وحررت النمر، اعتذر النمر:

-انا آسف، لن أعيد الضرر لكم مرة أخرى

اقترب النمر من صديقه الكتكوت وعانقه:

-لن أعيد إيذائك، أنا آسف..

قالت المعلمة الغزالة:

-ولو أنك قوي، هذا لا يعني حقك في ضرب الجميع، لدينا حياة واحدة، يجب أن نساعد الآخرين بقوتنا، وبلا شك هذا سيعود بالخير علينا

تعانق الأصدقاء، ومن يومها لم يعد النمر إيذاء أصدقائه مجددا، وأصبح طيبا يحبه الجميع

بطاقة العمل

اسم المستقل Afaf M.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 354
تاريخ الإضافة