من أحد أعمالي الروائية -التصنيف: -أكشن-

شعر جميعهم بدقات قلوبهم التي ارتفعت وكأنها وصلت عنان السماء، همس أحدهم في الظلام:

-ماذا لو تم إمساكنا؟ هل سنعود لنقطة الصفر؟

تقطعت كلمات الآخر:

-بالرغم من كل شيء اشتقت لهواء السعودية وجوها، تبا للغربة ومصائبها

تنهد الآخر دون أن ينبس بكلمة، رجع الأول لسؤالهم:

-هل أنتم واثقون من رجل التهريب هذا؟ ماذا لو تم إمساكنا؟

رجع الثاني مجددا:

-لم آكل الكبسة منذ سنتين..

قال الصامت أخيرا:

-هل تعرفون أني ندمت لأني تبعتكم، ولأني تورطت في كل هذا، لا أزال في بداية عشرينياتي، وتورط اسمي في أكبر سرقة بتاريخ المملكة، وأصبحت أرجف ليلا ونهارا خوفا على حياتي

ضحك أكبرهم، الذي دخن سيجارته بهدوء:

-الشر أمر متأصل في أنفسنا لذا لا تحاول تبرئة نفسك

ضاع جميعهم في هذه العبارة التي كانت كالهم في قلوبهم

إلى أن هز سامي رأسه نافيا الأمر:

-لا أظن أن الشر أمر أصلي وفطري بنا، أنا وُلدت بريئا، ولكن..

شعر بغصة في حلقه:

-الحياة من تجعلك تقدم على أمور شريرة لا يعلم عنها سوى الله..

هز سامي رئيسهم والعقل المدبر رأسه مجددا مغيرا الموضوع وهمس:

-لا يجب أن نفترق، فرقتنا الظروف لكن عدنا مجددا..

زفر سعيد:

-هل هذا وقت الحكم واقتباسات الفيس بوك؟

فجأة سمعوا ضجة أمامهم توقفت السيارة، هناك سمعوا أن أحدهم سيجدهم ويدخلهم بسيارة أخرى عبر الصحراء للسعودية، همس سامي لرفاقه الأربعة:

-هل هذه دورية حدود؟

تنهد سعيد مجددا بضيق:

-ألم أقل لكم تهريب البحري أكثر أمانا؟

همس سامي:

-أي تهريب بحري، منذ شهر قبض خفر سواحل الدمام على مجموعات، هل تريد إفساد كل شيء؟

خرج سامي من السيارة، ووقف ليرى ما الأمر، وقف ونفض ملابسه، السيارة التي أمامهم اختفت، وبدا كل شيء غارقا في الظلام، ما عدا النجوم التي لمعت في صمت ثقيل، شعر بشيء على رأسه، ازدادت ضربات قلبه، في حين هب رفاقه واقفين..

وضعت فوهة المسدس على رأسه مباشرة، ارتعدت فرائصه، وشعر أنها النهاية، بعد كل هذا التخطيط وهذه الشهرة التي حصلوا عليها لأكبر عملية في تاريخ المملكة، يسقط في أيديهم بهذه السهولة، أغمض عينيه وهو يحاول أن يتذكر بداية كل هذا..

كانت البداية ذلك الحريق الذي التهم حياته، أغمض عينيه ومرت دمعة متمردة لخصت كل المعاناة..

دمعة من رجل لا يستهان به...رجل يدعى سامي..