من أحد أعمالي الروائية -التصنيف: -فانتازيا-

تفاصيل العمل

لا طالما نشأت في أسرة غريبة الأطوار، لم أكن افهم العديد من الأمور، والعديد من الأحداث التي تحصل، ومع ذلك استمرت الحياة، إن صح القول أنا لا أعيش ضمن اسرة، بس هي عائلة كبيرة تتجاوز عشرات الأفراد، لا تزال جدة جدتي جدة والدتي تعيش معنا، بشكل غريب، أسرتنا -أو عائلتنا- لها عمر مديد، ونفتخر بهذا، أي أننا ما يزيد من 8 أجيال نتعايش في هذا البيت الكبير..

حين كنت طفلا، كان من الغريب أن أخبر زملائي أن الذي يصحبنني للمدرسة ليس بجدي، بل هو جد والدي، المرة الأولى قد تحولت لسخرية، بالرغم أن ما قلته صحيح تماما..

كبر الأمر من سخرية إلى اعتبار المعلمة أن خيالي واسع، ويمكن أن أصبح كاتبا شهيرا، بعدها حين أصريت على أنه جد والدي وليس جدي، أي حرفيا سيتجاوز عمره 150 سنة، اضطرت المديرة لاستدعاء والدتي لأن أكاذيبي تشوش على باقي الأطفال..

حينها عرفت بعد اجتماع كل الأجيال بالمنزل، أن ما نعيشه نحن ليس عاديا، وليس علي الحديث بشكل صريح، أصبحت أقول لكبار السن كلهم جدي.. وحسب..

من بين أكثر الطقوس غرابة لدينا، والتي تفوق غرابة طول العمر لدينا، وهي أعياد الميلاد، لدينا السنة لا تخلو من أعياد الميلاد، أحيانا مرتين أسبوعين، وأحيانا مرتين في اليوم، لدى والدي وجدتي الرابعة نفس عيد الميلاد..

بلغت 25 سنة ولا أزال لا أفهم، قيل لي أني لا زلت صغيرا لأعرف السر، علي بلوغ الثلاثين، أو الأربعين، حتى الخمسين من يعلم، حتى استوعب ما يجري فعلا، كان مقياس النضج لأسرتي يختلف تمام الاختلاف عن مقياس النضج العادي الذي يبدأ في الشباب..

لكننا محقون أحيانا، من قال أن العمر مقياس للنضج؟ قد تجد أشيبا يقدم على أفظع الأمور التي يندى لها الجبين، في حين تجد طفلا له نضج يزن بلدا..

ربما علينا أن نعيد مقياس النضج، فهو ليس بالعمر، البتة.. هذا ما جعلني أؤمن أن بعض من الغرابة التي أعيش بها، قد تكون عين الصواب..

غرابتنا لم تجعلني أنفصل عن المجتمع، أنا الوحيد الذي كنت أختلط بأقراني، مؤمنا أني لست مختلفا، في المرحلة الإعدادية، الثانوية، حتى الجامعية، كنت أختلط مع أقراني، أخرج وأسهر، وكان هذا موضع نقاش لدى أسرتي، لم يرغبوا بهذا، حسب تفكيرهم سيجعلني أفقد نفسي، وبالخصوص لم أفهم ما يعني فقدان النفس، وفي نفس الوقت لم يشرحوا لي..

لدي الحرية أحيانا في فعل ما أرغب به، عدا تاريخ واحد يحظر علي كل الأمور، وهو السادس من ديسمبر من كل سنة، لأنه كان عيد ميلادي، يتم تحذيري من بداية الشهر على أن ألزم البيت تحسبا لأي طارئ.

بطاقة العمل

اسم المستقل Afaf M.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 293
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز